كما هو معروف، فظاهرة التنمر من أسوء الآفات الاجتماعية التي انتشرت في وقتنا الحالي، ولعلك لا تعلم أنه يوجد بالفعل حديث عن التنمر.
هل يوجد حديث عن التنمر؟
نعم، وفي الواقع هناك العديد من الأحاديث التي تعيب هذا الفعل السيء وتنهى عنه، ومنها:
- عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه". [1]
- "...إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالًا، يهوي بها في جهنم". [2]
- "ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وإن الله ليبغض الفاحش البذيء". [3]
- "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليسكت". [4]
- "ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكبُّ الناس في النار على وجوههم، أو قال: على مناخرهم إلاَّ حصائد ألسنتهم" [5]
ماذا يجب على المتنمر أن يفعل؟
ومن الجدير بالذكر أن السخرية، أي التنمر، من المحرمات، ويحرّم ذلك سواء كان الشخص الذي تسخر منه حاضرًا أو لا.
ويجب على المتنمر أن يتوب عن هذا الفعل، ويطلب العفو من الشخص الذي سخر منه وتنمر عليه وأن يكثر من الاستغفار وطلب العفو من الله تعالى وأن يزاحم سيئاته بالحسنات ويكثر من فعل الخير حتى يتوب الله عليه وأن لا يعود إلى هذا الفعل السيء والمحرم على الإطلاق بعدها. [6]
آيات عن التنمر
إليك بعض الآيات التي تتناول قضية التنمر:
- أولًأ
قال الله تعالى في القرآن الكريم: "وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (الأنعام: 108). هذه الآية تحظر سبّ الآلهة الأخرى، وهي تعطينا درسًا في عدم اتباع سلوكيات التنمر والإساءة إلى الآخرين. [7]
- ثانيًا
قال الله تعالى في القرآن الكريم: "وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا" (الأحزاب: 58). هذه الآية تحذر من إيذاء المؤمنين والمؤمنات بغير ما يستحقون، وتعتبر ذلك ظلمًا وإثمًا وفقرة. [8]