ذكرت بطون كتب السنة تفاصيل حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأزواجه جميعًا، ولكن تداخلت التساؤلات حول شأن ماريا القبطية فيما إذا كانت زوجته وأمًا للمؤمنين أم لا، ولذلك فإن المسلمين يتساءلون هل ماريا القبطية من زوجات الرسول؟
هل ماريا القبطية من زوجات الرسول؟
ماريا القبطية ليست زوجة من زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم- بل كان أمة ودلالة ذلك الحديث على لسان أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ اللهِ كانت له أمَةٌ يطؤُها ، فلم تزَلْ به عائشةُ وحفصةُ ، حتَّى حرَّمها على نفسِه ، فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ إلى آخرِ الآيةِ".[1]
ويذكر بأن زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم- أظهرن غيرتهن عليه رغم أنه خير الناس لأهل بيته وأزواجه جميعًا، فقد حاولت زوجاته عائشة وحفصة -رضي الله عنهما- منع وطء الرسول للأمة من غيرتهما ومحاولتهّن بتحريمها عليه، وقد اقتنع بذلك حتى نزلت آيات سورة التحريم تردعه عن ذلك.[1]
ديانة مارية القبطية
ديانة مارية القبطية هي الإسلام، فقد أعلنت إسلامها بنطق الشهادتين هي وأختها خلال وجودها في منطقة المقوقس عندما أرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- سفيره حاطب بن أبي بلتعة إلى هناك يدعو إلى الإسلام، وقد جاء إسلامها قبل أن تتجه إلى المدينة المنورة أساسًا.[2]
فقد جاء في قول ابن الجوزي خلال شرح قدمه في كتابه المنتظم ما يلي:[2]
قال: بَعَثَ الْمُقَوْقِسُ صَاحِبُ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ مَارِيَةَ، وَأُخْتَهَا سِيرِينَ، وَأَلْفَ مِثْقَالٍ ذَهَبا، وَعِشْرِينَ ثَوْبِاً لَيِّنًا، وَبَغْلَتَهُ الدُّلْدُلَ، وَحِمَارَهُ يَعْفُورَ: وَقَالَ يَعْقُوبُ: وَمَعُهْم خَصِيٌّ يُقَالُ لَهُ: مَابُورُ..، وَبَعَثَ بِذَلِكَ كُلِّهِ مَعَ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، فَعَرَضَ حَاطِبٌ عَلَى مَارِيَةَ الإِسْلامَ، وَرَغَّبَهَا فِيهِ، فَأَسْلَمَتْ، وَأَسْلَمَتْ أُخْتُهَا، وَأَقَامَ الْخَصِيُّ عَلَى دِينِهِ حَتَّى أَسْلَمَ بِالْمَدِينَةِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْجَبًا بِأُمِّ إِبْرَاهِيمَ، وكانت بيضاء جميلة، فأنزلها فِي الْعَالِيَةِ، فِي الْمَالِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ مَشْرَبَةُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْتَلِفُ إِلَيْهَا هُنَاكَ، وَضَرَبَ عَلَيْهَا الْحِجَابَ، وَكَانَ يَطَؤهَا بِمِلْكِ الْيَمِينِ، فَلَمَّا حَمَلَتْ وَوَضَعَتْ هُنَاكَ، وَقَبلَتْهَا سَلْمَى مَوْلاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ أَبُو رَافِعٍ زَوْجُ سَلْمَى، فَبَشَّرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِبْرَاهِيمَ، فَوَهَبَ لَهُ عَبْدًا، وَذَلِكَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ، وَتَنَافَسَتِ الأَنْصَارُ فِي إِبْرَاهِيمَ، وَأَحَبُّوا أَنْ يُفْرِغُوا مارية لرسول الله صلى الله عليه وسلم لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ هَوَاهُ فِيهَا.
بذلك فإن ماريا القبطية ليست زوجة من زوجات الرسول، ولا يقال لها رضي الله عنها؛ فإن هذا التعظيم يقتصر على زوجات الرسول فقط.[2