أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الرجال المسلمين بزيارة القبور، "زوروا المقابر فإنها تذكركم الآخرة".
هل يجوز زيارة قبر زوجي أثناء العدة؟
لا تجوز للمعتدة الخروج من بيتها لزيارة قبر زوجها، أو للعيادة، أو للتعزية، ولا لقضاء متطلبات المنزل، ما لم تكن بحاجة حقيقية إلى الخروج. فالأصل في حقها هو البقاء في بيت زوجها الذي توفي عنها، والتزامًا بالشريعة، تحرَّم عليها الخروج من ذلك البيت لغير حاجة.
وقال الخطيب الشربيني، وهو شافعي، في معرض كلامه عن حكم خروج المعتدة وجوازه للحاجة: "وعلم من كلامه -أي الإمام الشافعي- وغيره تحريم خروج المعتدة لغير الحاجة، وهو كذلك فيما يتعلق بزيارة القبر، والعيادة، والاستنماء من أجل التجارة، وغيرها".
فإذا كانت المعتدة محتاجة للخروج من بيتها لأمر ضروري، فعليها أن تتأكد من عدم إخلال حرمة العدة وعدم إثارة الرجال، وأن تتزيَّن بالحشمة والستر والمحافظة على الأخلاق الحميدة، وهذا يتوقف على ظروف الحالة ومدى الضرورة للخروج.
ويجب عليها أن تلتزم بالأحكام الشرعية في العدة ولا تنتهك حدود الله، وتتعاطى المسائل المشروعة في حدود الشرع. [1]
هل يجوز أزور قبر أبي؟
يُستحب زيارة القبور للرجال، سواء كانت للوالدين أو لغيرهم، لتذكير الزائر بأن الموت لا مفر منه وأن مصير الموتى إما جنة وإما نار. وتتحقق من الزيارة فائدتان:
- الأولى
تذكير الزائر بالموت وأنه يوم لا يُعلم متى سيحين، وأن عليه الاستعداد له.
- الثانية
إحساناً للميت والدعاء له بالمغفرة والرحمة، وهو أمر مستحب للمسلمين. ولكنه ليس واجباً، ويمكن الدعاء للميت في أي مكان دون الحاجة لزيارة القبر.
ومن المهم التنبيه على أنه لا يجوز للمعتدة -المرأة التي فقدت زوجها- الخروج لزيارة قبر زوجها أثناء فترة العدة، ولا لأي غرض آخر ما لم تكن بحاجة ماسة للخروج. لأن الأصل في حقها هو البقاء في بيت زوجها والعدول عن هذا الأصل يتم فقط بعد استئذان الحاكم المسلم، أو في حالة الحاجة الماسة التي لا يوجد لها بديل. [2]